علم الفلك / علوم الفضاء
إن التقدم الذي تحرزه مملكة البحرين في مجال علوم الفضاء يساهم في خلق مستقبل أكثر استدامة.
ولا شك أن الفضاء يمثل المحطة التالية للبشريّة، إذ نتطلع جميعًا إلى النجوم بحثًا عن تحديات جديدة. وفي كل عام، يؤسس المزيد من البلدان وكالات الفضاء الخاصة بها، وبالطبع فإن مملكة البحرين ليست باستثناء.
تم إنشاء الهيئة الوطنيّة لعلوم الفضاء بموجب مرسوم ملكي استنادًا إلى رؤية حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، حفظه الله ورعاه، الداعية إلى "تعزيز مكانة البحرين والوصول بها إلى مصاف الدول المتقدمة في مجال علوم الفضاء بما يحقق التنمية الشاملة والمستدامة".
وتركز الهيئة الوطنيّة لعلوم الفضاء على تسخير علوم وتقنيات الفضاء من أجل التنمية الوطنيّة، وتشجيع علوم الفضاء وتطبيقاته، ووضع برامج متقدمة لبحوث الفضاء، وبناء القدرات في المجالات المتخصصة، وخلق قطاع جديد للفضاء في المملكة.
كذلك تسعى الهيئة جاهدة للاضطلاع بدور حيوي في حماية البيئة ومساعدة المملكة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة ذات الصلة برؤية البحرين الاقتصاديّة 2030.
وتعمل الهيئة بشكل وثيق مع مختلف الجهات الحكومية لتحديد احتياجاتها، والتخطيط لتوفير خدمات تقنيّة فضائيّة معززة للحوكمة والتنمية. كما تعمل مع الجامعات لتعزيز البحث والابتكار والتطوير في مجالات علوم الفضاء المتنوعة.
التعاون مع الجامعات
وقّعت الهيئة الوطنيّة لعلوم الفضاء وجامعة البحرين مذكرة تفاهم لاستخدام تطبيق إلكتروني معزز بالذكاء الاصطناعي والخوارزميات لتحديد مواقع الانسكابات النفطية في منطقة الخليج العربي.
وتعمل الباحثة بجامعة البحرين الدكتورة فاطمة عبد القادر البلوشي على تنفيذ هذا المشروع من خلال تصميم تطبيق يستخدم الصور التي تلتقطها الأقمار الصناعية والبيانات التي يتم الحصول عليها من خلال تقنيات الاستشعار عن بُعد لتحديد مواقع تسرب النفط.
ويعتبر تسرب النفط أحد العوامل الرئيسيّة لتلوث البيئة في الخليج العربي، إذ يؤثر سلبًا على النظم الايكولوجيّة ويضر الحياة البحريّة. لذا فإن القدرة على كشف هذه الانسكابات فور حدوثها ستساعد السلطات المختصة على معالجتها ومنع انتشارها.
توظيف علوم الفضاء لمراقبة البيئة
دعت أطروحة علميّة في جامعة البحرين إلى بناء قاعدة معلومات جغرافيّة تستخدم تطبيقات علوم الفضاء والذكاء الاصطناعي في مراقبة المساحات الخضراء والمناطق الزراعيّة، والتنبؤ بمعدلات نموها وانحسارها.
وقدم الأطروحة الطالب إبراهيم آل بورشيد من جامعة البحرين، وذلك في إطار متطلبات الحصول على درجة الماجستير في الإدارة الهندسيّة. وقد تمكنت الأطروحة من تحقيق التكامل بين توظيف علوم الفضاء وتقنيات الذكاء الاصطناعي ونظم المعلومات الجغرافيّة في وضع حلول اقتصاديّة قابلة للتطبيق في البحرين لمراقبة الأراضي الزراعيّة وسد الفجوة المعلوماتيّة في المجال ذاته. ويؤكد ذلك على أهمية تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي في المملكة والاستثمار في علوم الفضاء.
أول قمر صناعي بحريني
من المتوقع إطلاق أول قمر صناعي بحريني إلى محطة الفضاء الدوليّة في الربع الثالث من العام 2021، في حين سيشهد الربع الأخير من العام إطلاق القمر الصناعي من المحطة إلى الفضاء.
وسيتم استخدام القمر الصناعي في المساعدة على تنفيذ المشاريع المتعلقة بإنترنت الأشياء (مراقبة انبعاثات الغازات من المصانع)، وتسخير تقنيات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاتها في مجال الاستشعار عن بُعد.
ومن خلال هذا القمر الصناعي، ستقوم الهيئة الوطنيّة لعلوم الفضاء بإعداد بيانات عامة تتعلق بالبيئة والزراعة والمناخ، وهو ما سيمكّن المملكة من توظيف المعلومات بشكل أفضل وتطوير قدراتها في مجال تحليل البيانات الضخمة.